دار سي حماد

أين نشتغل

يتركز عمل مؤسسة دار سي حماد في جنوب غرب المغرب، وهو أرضية  تأسيسها. إنها منطقة غنية بعبق التاريخ، وتتميز بالتكيف الملحوظ لسكانها مع المناخات والظروف الطبيعية المتنوعة.

يعتبر جنوب غرب المغرب منطقة جغرافية تتمتع بسلاسل جبلية، سهول وصحراء شاسعة، ومن الملحوظ أنها تحتوي على نباتات ضاربة في القدم، بما في ذلك شجرة الأركان الفريدة، وهي منطقة مليئة بالموارد الطبيعية والجمال الطبيعي الخلاب.

مبادراتنا تتركز بشكل أساسي في المجال القروي، والمناطق الجبلية في منطقة سيدي إفني، والمعروفة بظاهرة الضباب، مع ذلك فإن القرى القديمة تعاني من الآثار الجانبية للتغيرات المناخية على الساكنة.

IMG_1919
IMG_2045

إننا حاضرون كذلك في مدينة سيدي افني منذ عقد من الزمن، منذ سنة 1990 إلى حدود سنة 2000 ولازلنا نواصل عملنا إلى اليوم. أطفال وشباب ونساء المدينة قد استفادوا من برامج وخدمات مؤسسة دار سي حماد الدرهم. أما اليوم فاننا نركز جهودنا أكثر على  المناطق التي تعاني من ضعف كبير في البنية التحتية.

 

تدير مؤسسة دار سي حماد مرفقا ملحقا بمدينة أكادير، وهذه الأخيرة هي المدينة القطب والعاصمة الاقتصادية لجهة سوس ماسة. إن الهدف من برامجنا هو توفير التعليم لكل الشباب، وخاصة المنحدرين من أقاليم الجنوب الغربي للصحراء المغربية. 

من جهة، فمهامنا التربوية تتمثل في إعداد برامج متنوعة وغنية، وكذا تقديم السبل لتمكين الأفراد على خدمة أنفسهم ومحيطهم الأصلي، ومن جهة أخرى، فإننا في خدمة مجموعة أخرى من الجمعيات المحلية والإقليمية بتقديم دعمنا وتجربتنا في مجال حصد الضباب.

تتكون منطقة آيت باعمران من مساحة  تقدر ب 1310 كلم، و تتموقع بين المحيط الأطلسي ويتوزع سكان المنطقة البالغ عددهم 65000 نسمة، موزعين على 348 قرية (تعداد 2014)، وتعتبر مدينة سيدي إفني العاصمة الرمزية للمنطقة.

يعمل الرعاة على رعاية ماشيتهم وإنتاج الحبوب، وخاصة الشعير، كما يتم زراعة التين الشوكي، وتربية النحل وإنتاج منتجات الأركان، كل هذه الانشطة يزاولها العديد من سكان المنطقة على مساحة تقدر ب 59000 هكتار. هذه الأنشطة توفر مصدر دخل إضافي، كما تعتمد هذه المنطقة على الحياة الزراعية، رغم أن هذا النمط يصعب المحافظة عليه في الوقت الحاضر. نظرا لموقعها عند بوابة الصحراء، فقد كانت المنطقة منذ فترة طويلة نقطة عبور إلزامية على طريق التجارة عبر واد نون. من القرن التاسع عشر حتى بداية القرن العشرين، كانت القوافل التي تنطلق من الصويرة ومراكش تسلك هذا الممر في طريقها إلى أدرار الموريتانية والعكس أيضا. كما تضم الطريق مدن أخرى قديمة مثل :  تامدولت أو عقا وتاجاوست ونول-لمطا ومست، تارودانت ومراكش في مناطق واد نون وسوس ماسة، و اوداغوست و أزوجاي في موريتانيا.

يشتهر ساحل أيت باعمران بانحداره الشديد، مما يجعله غير مناسب لبناء الموانئ. ونقطة الولوج هي فم نهر وادي الساقية. حاولت القوات الغربية، مثل تلك التي قادها سيدي محمد بن عبد الله في ميرلفت، استخدام فم وادي الساقية كنقطة دخول منذ القرن الخامس عشر. وتم تحديده باسم “نوستر سنيور دلمار بكنيا” الذي يقع في  شمال طرفاية، واحتلها الإسبان منذ عام 1473. قدم المغرب أيت باعمران للإسبان في اتفاق رأس الماء عام 1860، ولم تقم إسبانيا باحتلال الإقليم حتى عام 1934، نتيجة للضغوط الفرنسية.

في الحفل الذي حضره كل من العقيد  كاباز باسم الجمهورية الاسبانية بمعية إمغارن (زعماء القبائل) من ايت باعمران، استسلمت الأخيرة للرقابة الإسبانية، ما دامت سيادة أراضيها لن تعود إلى المحتل. وطالب “إمغارن” بتنازل السكان، وعندما استمروا في الرفض، أنفت السلطة الاستعمارية الإسبانية الزعماء إلى الداخلة، إلى حين استقلال المغرب عام 1956. كانت مدينة سيدي إفني والمنطقة ككل في وضع استعماري إلى حدود عام 1952. وبعد ذلك بوقت قصير، ستصبح المدينة عاصمة غرب إفريقيا الإسبانية، التي تتألف من إقليم إفني والصحراء الإسبانية وطرفاية، بالإضافة إلى غينيا الاستوائية مع عاصمتها “فيرناندو بو”

تبلغ مساحة ايت باعمران ما يقارب 1,310 كلم. يتميز هذا الإقليم بحدوده المتنوعة، فالمحيط الأطلسي والصحراء الممتدة إلى الغرب وسلسلة جبال الأطلس الصغيرة المكونة من صخر صلب تمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. إنها منطقة شبه جافة، تتمتع بمناخ متوسطي، وأشعة الشمس على مدار السنة. يتميز أيت باعمران بتساقط الأمطار غير المنتظمة في الشتاء البارد، وعدم وجود أي أمطار تقريبا خلال الصيف الحار والجاف؛ حيث يبلغ إجمالي كمية الأمطار في المنطقة، الثمن الواحد من المعدل الوطني. يتأرجح نمط تساقط الأمطار النصف سنوي بشكل متقطع من عام إلى آخر، مما يعني أن المنحدرات التي تواجه الغرب المحاذية للصحراء يمكن أن تغمر بمياه الأمطار، في حين تجفف الرياح الجافة الشرقية (شرق – جنوب) المنطقة بأكملها في الصيف، باستثناء الحزام الساحلي المجاور للمحيط الأطلسي الذي يبقى نسبيا رطبا. يبلغ المعدل السنوي للأمطار 170 ملم، ويعمل الضغط الجوي الذي ينشأ عن الإمتداد المرتفع الأزوري والتيار البارد الصادر من جزر الكناري بالتعاون مع السفوح الجبلية للمنطقة على تحفيز تكون ضباب رطب، خاصة من شهر دجنبر إلى يونيو. تغطي الغابة الطبيعية مساحة 63,000 هكتار من المنطقة، وتضم 59,000 هكتار من شجر الأركان و16,000 هكتار من نوع فربيون. وخارج الغابة، هناك مساحات شاسعة من الصبار، بما في ذلك الأصناف التي تتميز بها المنطقة، كما تتم زراعة أكناري، وهي فاكهة نبات الصبار (الكمثرى الشائكة)، والتي أصبحت مؤخرا موردا قيمة جدا في ظرف ستة أشهر.

احتل موقع منطقة سيدي إفني دوار “أمزدوغ “، الذي كان يضم قبيلة امستيتن في عصر ما قبل العصر الحديث. ثلاث سنوات بعد عام 1934، عندما بدأ الاحتلال الإسباني رسميا، تم تحويل الموقع إلى بلدة ديناميكية تضم أكثر من 600 مبنى. نما عدد السكان بسرعة، ومباشرة  تم تحسين البنية التحتية للمدينة لتشمل الطرق وساحات المدن والعديد من المباني. قبل ثلاث سنوات من انتهاء الاحتلال الإسباني في عام 1966، بدأت المدينة توسعها على الضفة الشمالية للنهر، إلى ما سيصبح “كولومينا وباريلو أغولا”. خلال التمرد العسكري ضد الجمهورية الإسبانية في عام 1936، وقعت الأراضي تحت سيطرة الجيش القومي الفاشي. وفي الأساس، حشد الجيش الإسباني الجنود المحليين الذين جمعوا من “التبوريس والتيرادوريس” في سيدي إفني في ست كتائب (إذا كانت إحداها تشمل أراضي الصحراء الكبرى وسيدي إفني).

تمثل مشاركة قبائل آيت باعمران دورا حاسما في فوز الحركة الفاشية القومية، حيث غمرت هذه الحركة القبائل البعمرانية بدعاية دينية مكثفة ومحفزة لإثارة النار ضد العدو الذي وصفوه بأنه عدو الله. ومنذ استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي في عام 1956، تصاعد الضغط ضد إسبانيا لسحب احتلالها للأراضي المغربية. انداك حدثت وقائع حدودية حادة، حيث نفذ جيش تحرير إفني والصحراء هجمات في الإقليم بين نونبر 1957 ويوليوز 1958. وتم إعفاء أعضاء “تيرادوريس” سيدي إفني والشرطة الإقليمية من مهامهم، وتم تقليص الإقليم إلى مدينة إفني التي تبلغ مساحتها 9 كيلومترات فقط، امتدادا من الداخل إلى الساحل.

انتهت الحرب باتفاقيات “سنترا” (Cintra Pact) في أبريل 1958، حيث انسحبت إسبانيا من المناطق التي يسيطر عليها جيش التحرير وأعادتها إلى المغرب، بالإضافة إلى منطقة في الصحراء تمتد من وادي درعة إلى مسافة 50 كيلومترا جنوب طرفاية. ومن عام 1958 حتى استعادة المنطقة بالكامل من قبل المغرب في يناير 1969، حصلت إفني على الوضع الإقليمي الإسباني وأصبحت المقاطعة الإسبانية الواحدة والخمسين، وكانت تحت حاكم إسباني. وانتهى الاحتلال الإسباني لإفني بعد 35 عاما من الاحتلال.

منذ الخمسينيات شهدت المنطقة هجرة جماعية للعمال إلى مصانع ومناجم أوروبا. وأسفر ذلك عن تهجير السكان من القرى إلى المراكز الحضرية في كلميم وسيدي إفني نظرا لعدم وجود بنية تحتية كافية في المناطق القروية. وتركز مشاريع الاستدامة التي تخططها وتنفذها دار سي حماد بشكل أساسي على هذه المنطقة، وتحديدا على بعد حوالي 30 كم داخليا نحو الشرق، بما في ذلك جبال الأطلس الصغير.

 

تتميز مدينة سيدي إفني بمناخ دافئ أقل قسوة من المناطق الداخلية بسبب الضباب الكثيف الذي يغمرها لفترات طويلة خلال العام. ومع ذلك، فإن تأثير قرب الصحراء واضح على النباتات والحيوانات المحلية ويمكن ملاحظته من خلال الرياح الحارة الصحراوية.

تم بناء أول ميناء بحري في المنطقة عام 1960، ويتألف من أنبوب يبلغ طوله 1.5 كم لنقل البضائع إلى الداخل عبر السفن الصغيرة. وقد تم اختيار الموقع بناء على مشاكل الرمال المحيطة بالموانئ في الصحراء، بما في ذلك إفني. وتحتوي المدينة على ميناء صيد يعود بفائدة ضئيلة على المنطقة حيث يتم إرسال الصيد لمصانع مدينة أكادير. يعود تاريخ بناء المطار إلى الحقبة الإسبانية ويمثل اليوم منطقة مهجورة بمساحة 1 كم مربع حيث يعقد سوق الأحد، في هذا الصدد لايزال الحضور الإسباني واضحا في ساحة الحسن الثاني، حيث تتواجد الآن ساحة إسبانيا القديمة المزينة بحديقة صغيرة ونافورة مهملة، بالإضافة إلى ميزة الفسيفساء الأندلسية التقليدية. وبالقرب منها توجد “باغادورا”، بالإضافة إلى سينما “أفينيدا” وكنيسة “سانتا كروز” التي تحولت الآن إلى محكمة ، ثم المنارة والقصر الملكي وهو الإقامة القديمة للحاكم العام الإسباني والتي تستخدم اليوم أيضا لاستضافة الحاكم المغربي في المنطقة.

تعيش المدينة في وضع مهدد بالخطر منذ استقلالها، وتعتمد على الأموال التي يرسلها المهاجرون والمتقاعدين من حرب إسبانيا الذين تم تجنيدهم أو استدعاؤهم من قبل القوميين الإسبان خلال الحرب الأهلية التي وقعت في إسبانيا في الفترة بين 1936 و1939. 

يجذب الطابع الإسباني العريق وسحر المنطقة، السياح الباحثين عن بيئة سليمة. 

تم منح الوضع الإداري الإقليمي للمنطقة في عام 2011 مما منحها المزيد من الموارد، وخلق إمكانيات حقيقية للتنمية المستدامة وفقا لحاجياتها، والآن مع السياسة الجديدة للتمكين المحلي، أصبحت مدينة سيدي إفني جزء من منطقة كلميم واد نون التي تربطها بها صلة عضوية، طبيعية تاريخية وثقافية. مع هذا التحول السياسي الجديد واتخاذ القرارات على المستوى الإقليمي، ستستعيد سيدي إفني بعض من مجدها السابق وستستمر في تقديم بيئة هادئة ومريحة لسكانها وزوارها.

عنوان

أكادير

شقة B4 بناية الحمرية ، شارع المقاومة أكادير 80020 - المغرب

سيدي إفني

شارع الحسن الأول - سيدي إفني المغرب

صندوق بريد

صندوق بريد 20686 أكادير الرئيسي أكادير 80000 المغرب

بريد إلكتروني

info@darsihmad.org

الهاتف

00212528843065

Contact Us

عنوان

أكادير

شقة B4 بناية الحمرية ، شارع المقاومة أكادير 80020 - المغرب

سيدي إفني

شارع الحسن الأول - سيدي إفني المغرب

صندوق بريد

صندوق بريد 20686 أكادير الرئيسي أكادير 80000 المغرب

بريد إلكتروني

info@darsihmad.org

الهاتف

00212528843065